كان من المتوقّع أن يستضيف The Palace أمسية إفتتاح الدّورة الثّالثة لمبادرة Beirut Pride وهي منصّة تجمع من يندِّد بالتّمييز ضدّ الآخر ومن يرفض خطاب الكراهيّة، فتدعو المسؤولين والرّأي العام إلى الوعي لممارسات مُسرِفَة ومُجحِفَة بحقّ الكثير من عناصر الأمّة وإلى اتّخاذ الإجراءات اللّازمة للحدّ من الأفكار الخاطئة، حتّى وإن كانت سائدة.
يتابع محامون سَير نشاطات بيروت برايد تأكيدًا على فهم الإطار القانونيّ والقوانين المرعيّة الإجراء، ويتواصل المنظّمون منذ الدّورة الأولى في ٢٠١٧ مع المؤسّسات الرّسميّة والإداريّة والأمنيّة والدّينيّة بالإضافة إلى بعض التّمثيلات الدّبلوماسيّة الّتي اعتاد رعاياها المشاركة في نشاطات بيروت برايد. وتحضيرًا لهذه الدّورة، تقدّموا من المؤسّسات المذكورة أعلاه بكتاب علم وخبر رسميّ معلّلًا، طالبين الإيعاز لمن يلزم بُغيَةَ حماية المشاركين في نشاطات بيروت برايد من خلال القنوات السّياسيّة والمؤسّساتيّة والأمنيّة، ومرفقين ربطًا نسخة عن التّعريف عن مبادرة بيروت برايد من خلال أسئلة وأجوبتها ونسخة عن قواعد السّلوك (code of conduct) الّتي يُطلَب من المشاركين في نشاطات بيروت برايد أن يراقبوها لتكون مشاركة الجميع ممتعة. واستقطب المنظّمون شركة أمن خاصّة وعقدوا اتفاقًا مع شركة تأمين وتواصلوا مع الصّليب الأحمر اللّبناني بُغيَةَ تأمين سلامة المشاركين في الحفلة وسلامة المكان.
تواصل منظّموا بيروت برايد بأشخاص مستقلّين ينظّمون حفلات موسيقيّة، فاتّفقوا على العمل سويًّا على أمسية فنّيّة، دخولها مجّاني وللأشخاص ما فوق ١٨ عامًا، لافتتاح الدّورة الثّالثة من مبادرة بيروت برايد في The Palace في الثّامن والعشرين من الشّهر الجاري، فحشدوا مجموعة من أكثر من عشر فنّانات وفنّانين وموسيقيّين ومغنّيين وراقصين وفكاهيّين إحتفالًا بالتّنوّع وتنديدًا بالتّمييز ضدّ الآخر ورفضًا لخطاب الكراهيّة المبنيَّين على المَيل الجنسي وعلى الهويّة الجنسيّة.
قرابة ظهر يوم الإثنين ٢٣ أيلول، نشرت صفحة “Marriage Equality Lebanon حق الزواج المثلي في لبنان” على موقع Facebook نبأً عن الحفلة الموسيقيّة وروّجوا لها، ما خلق التباسًا حول هدف الحفلة، فتمّ التّسويق للحفلة عبثًا وغلطًا أنّها أمسية إحتفاليّة تناصر زواج المثليّين وما خلق نقاشاتٍ عابسة على تطبيق WhatsApp. وتجدر الإشارة أنّ ما من علاقة بتاتًا بين بيروت برايد وهذه الصّفحة، ولم تصرّح بيروت برايد يومًا أنّها تعمل على زواج أيٍّ كان، وتستخدم بيروت برايد موقعها الإلكتروني الرّسمي فقط لتُعلِن عن عملها. فالرّجاء التّنبه وعدم الإنجرار خلف الأمور الغير صحيحة. — المستند المُرفَق رقم ١
ناشد أحد الشّيوخ “الأجهزة القضائيّة والأمنيّة التدخل السّريع لمنع إحتفال الشّاذين حفاظًا على ما تبقّى من قيَم وأخلاق في المجتمع” ليل الإثنين ٢٣ أيلول قرابة العاشرة مساءً، فتواصل أحد منظّمي بيروت برايد معه على صفحته على Facebook. وإن لم يأتِ الرّد بالرّغم من قراءة الرّسالة، اتّصل المنظّم في دار الفتوى في الجمهوريّة اللّبنانيّة وطلب منه موعدًا لتوضيح ماهيّة الحفلة الموسيقّة. — المستند المُرفَق رقم ٢
ويوم الثّلاثاء ٢٤ أيلول، تلقّت القيّمة على القاعة تهديدات نابية من مجهولَين اثنَين، هدّدوها بأفعالٍ عنفيّة ما لم تُلغِ الحفلة الموسيقيّة.
صرّح إتحاد جمعيّات العائلات البيروتيّة يوم الثّلاثاء ٢٤ أيلول إلتباسًا أنّ الحفلة ترويج لحقّ الزّواج المثلي، وأضافوا كلمات “شذوذ” و”الفاحشة” و”الإساءة لإنسانيّة الإنسان” و”تطبيع الفساد في الأحوال الشّخصيّة” و”شعوذات جنسيّة مقيتة”. — المستند المُرفَق رقم ٣
اتّصل شخص قدّم نفسه أنّه من قوى الأمن العام بالسّيّدة القيّمة على المسرح، مسائلها عن الحفلة، فأبلغته أنّ الحفلة لن تحصل في The Palace جرّاء ضغوطات وتهويلٍ مسرِف. وإن سألها عن مكان انتقال الحفلة، أكّدت له أنّها لا تملك الجواب على هذا السّؤال.
قرابة الرّابعة بعد الظّهر، اتّصل شخص قدّم نفسه أنّه من إستقصاء قوى الأمن العام بالمسرح لإعطاء العلم أنّه إذا ما حصل الإحتفال الموسيقيّ، سيتمّ إعتقال كلّ من في قاعة المسرح، من مالكين وقيّمين ومنظّمين ومشاركين.
قرابة الثّامنة والنّصف مساءً، توجّه عنصر من قوى أمن الدّولة إلى قاعة The Palace، يسأل إذا ما زالت الحفلة على البرنامج. فجاوب القيّم على المسرح أنّ الحفلة لن تحصل في القاعة، فسأله العنصر إذا أُلغِيَت الحفلة أو إذا انتقلت إلى مكانٍ آخر، ولمّا أتى رد المسرح بعدم المعرفة، أصرّ العنصر على سؤالهم، وأتى الجواب الثّاني مؤكّدًا الأوّل ونافيًا أيّة معرفة.
أصدرت جمعيّة الفتوّة الإسلاميّة بيان استنكار بعبارات “الرّقص على أنغام شذوذهم” و”الحفل المنفّر والمقزّز والذي يدعو إلى الفاحشة المبنيّة”، محذّرين عن “ردّة الفعل التي قد تنشأ عن كثير من الشّباب الغيّور إذا أُقيم هذا الإحتفال اللّاأخلاقي”. — المستند المُرفَق رقم ٤
تعقيبًا على تداول هذه المنشورات والبيانات والتّصريحات الخاطئة والشّحن الغير صحيح، قام بعض الأشخاص بتعليقاتٍ على وسائل التّواصل الإجتماعي، من بينها تعليق للسّيّد هلال شومان كتب فيها “نهار السّبت بدها تقوم قيامة ببيروت بسبب إحتفال الشواز بدهن متل هل البطل واعتقد هيك رح يصير” - ويعلّق السّيّد هلال شومان على منشور متعلّق بالشهيد خالد علوان الذي “لقّن درسًا للصهاينة لن ينسوه، قتل منهم اربعة ضباط… واخرجهم مدحورين مذعورين يلملمون جراحهم وهم ينادون بخوف ورعب: لا تطلقوا النهار نحن منسحبون”. — المستند المُرفَق رقم ٥
لا تمتّ هذه البيانات للواقع بأيّة صلة. فالحفلة موسيقيّة فقط ولا تروّج لزواج المثليّين، وهي ليست حفلة مجون أو ذو طابع جنسي. هي حفلة موسيقيّة تسلّط الضّوء على التّمييز ضدّ الآخر وعلى خطاب الكراهيّة. وقد ثبت أنّ المنشورات والبيانات والتّصريحات الخاطئة هي دعوة للعنف ولممارساتٍ غير قانونيّة، يذكرها قانون العقوبات صراحةً ويعاقبها. فرجاءً عدم التّهويل والتّنبّه في الزّج في حملات إفتراء تلفيقيّة تختلق جرائم وممارسات غير موجودة.
.وتقدّم منظّمو بيروت برايد بإخبار أمام النّيابة العامّة التّمييزيّة وأمام النّيابة العامّة في بيروت يوم الخميس ٢٦ أيلول ٢٠١٩
.بالإضافة إلى العربيّة، هذه الصّفحة متوفّرة في اللّغة الإنكليزيّة